طاير من الفرحة .. بس يا خسارة .
هناك من يطير من الفرحة ….. وهناك من تطير الفرحة منه..
كل الناس فى الدنيا يبحثون عن الفرح وعن السعادة بكل ما يستطيعون
يفرح الإنسان بمال يأتيه أو بشىء معين يحدث له يفرح ويحب أن يفرح وينتظر الفرح ويخبر الناس بما يفرحه
ويسعى ويبذل كل ما يستطيع لتحقيق هذه الفرحة وهذه اللحظات السعيدة فى عمره وإن قلت.
كلنا كذلك
يسعى الإنسان لأن يأخذ من الدنيا بقدر ما يستطيع
وإذا أخذ لا يشبع منها وإذا شبع لا يرضى ……
العجيب أن القرآن جاء بغير هذا وأخبرنا أن الله لا يحب الفرحين
فهل الله يحب لنا الفرح أم لا… ؟ طبعا الله يحب لنا الخير والفرح ….
وهل الله سبحانه يحبنا فرحين أم لا ؟ طبعا يحبنا أن نسعد ونهنأ فهو خالقنا سبحانه
هل الله سبحانه جعل من آمن به يسعد أكثر أم من لم يؤمن به يسعد أكثر ؟
طبعا الذين آمنوا بالله هم السعداء فى الدنيا والآخرة ….
إجابة هذا التساؤل توضح لنا عظيم ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فالله سبحانه يحب لنا الخير لهذا بعث رسوله صلي الله عليه وسلم
الله يحب لنا السعادة تبارك وتعالى ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )
هذا جميل – ولكن كيف نراه والآيات تقول لنا إن الله لا يحب الفرحين ؟
الله يحب لنا الفرحة الكاملة – وليس فرحة زائلة
الله يحب لنا الكمال فى الفرحة وليس الفرحة المزيفة – المتعبة والمتسربة من بين يدينا
[ قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا .... ]
الفرح بالمخلوق يختلف كثيرا عن فرحتك بالخالق … والفرق عظيم وواضح
إنه لا يحب الفرحين بالدنيا – وبالأشياء الزائلة … قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فاليفرحوا هو خير مما يجمعون
فكم هي فرحتك بالله وقت الصلاة ؟
وكم هى فرحتك بالله حين يأتى شهر رمضان ؟
وكم تشعر بفرحة حين تساعد إنسان وتعاونه على طاعة الله ؟
وكم تشعر براحة حين تبر والديك طاعة لله ؟
الأعجب نوع من الفرحة فى التغلب على الشدائد – والتغلب على محن الحياة – والإستعانه فيها بالله
هذه الفرحة عجيبة – علمنا إيها بلال بن رباح رضى الله عنه حين كان فى قمة العذاب – ثم يخلط هذا العذاب بفرحة أحد أحد – فتغلب الفرحة الألم – ويثبت بلال ويتعب ويتعذب من يعذب بلال رضى الله عنه و أرضاه.
سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام … حين ألقى فى النار . أراد قومة له العذاب والألم .
وأراد الله له السلام فى النار ( يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم )
أمر الله لسيدنا إبراهيم بذبح سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام – قد يظن ظان أن فى طاعة أمر الله عذاب وألم – ولكن والله فى طاعة أمر الله كل الراحة وكل السعادة وكل الأمان.
فجعل الله هذا الوقت وهذه الحالة أيام فرحة للمسلمين إلى يوم الدين ( سعادة وفرحة )
فالفرحة ليست بالمال وليست بالولد ولكن الفرحة الحقيقية فى طاعة الله رب العالمين.
هذه الفرحة يبحث عنها العالم كله – إنها فطرة الإنسان الذى يبحث عن الفرحة – ولا يجدها إلا من آمن بِما نُزِلَ على محمد صلي الله عليه وسلم
هناك من يفرح بأغنية – ثم يمل منها ولا يطيق أن يسمعها
وهناك من يفرح بحبه لإنسان – ثم يتغير الحال
وهناك من تفرح بزوج ثم ترى منه غير ما فرحت به
وهناك من يفرح بسيارة ثم تصبح قديمة وتصبح متعبه له إذا حدث لها حادث أو خرب فيها شىء
وهناك من يفرحون – ثم يتحول فرحهم لحزن ( لأن الفرح مؤقت ) ( غير الفرح والسرور الكامل الذى جاء به الإسلام )
هناك من يفرح بمعصية – وهناك من يفرح بطاعة – فراجع أوقات فرحك فى الدنيا.
وهناك من يفرحون بالطاعات ويحرصون عليها ويزيد فرحهم بالعبادات حتى يصلوا إلى يوم القيامة وهم أصحاب الفرحة الكاملة .
بأن يكونوا فى ظل عرش الرحمن
ثم يرون النبي محمد صلي الله عليه وسلم
ثم يعبرون الصراط
ثم يلقونه على الموعد عند الحوض
ثم يشربون من يده الشريفة عليه الصلاة والسلام
ثم ينتظرونه صلي الله عليه وسلم عند باب الجنه
ثم يدخلون الجنة
ثم الفردوس الأعلى
ثم رضا الله عنهم سبحانه وتعالى
ثم رؤية وجه الله العظيم وهي أكبر سعادة يذوقها الإنسان [ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ]
فرحة وفرحة وفرحة وكلها بفضل الله وليس بإستحقاق العبد .
فرحة بكرم الله فى الدنيا بطاعته وعبادته .
وفرحة بالنجاة برحمته يوم القيامة .
انظر لهذه الآية التى توضح لنا معالم الفرحة
[ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ]
قال أهل التفسير المرحين الذين لا يشكرون الله على ما آتهم ولا يعرفون فضل الله فيما آتاهم.